الهرم الأكبر
يتكون الهرم الأكبر من 2.5مليون كتلة حجرية يبلغ وزن الحجر في حجرة الملك 20طناً ومتوسط وزن الكتلة الحجرية هو 2.5طن وتبلغ مساحة الهرم أكثر من نصف مليون قدم مربع ويعلو في الهواء 411قدما ما يعادل 146مترا . وحجارة الهرم مندمجة في بعضها لم يترك بينها إلا موضع لبعض الكتل ليكون طريقاً سرياً تنقل فيه روح الملك. فحدث ولا حرج عن البناء العظيم من كتب وآراء ونظريات وتجارب بشأنه. ولكن هناك ستة عوامل هامة لبناء الهرم عرفوها المهندسون المصريون القدماء وهما.
1- يجب أن يكون الموقع غرب النيل مثل كل المقابر الفرعونية.
2- يجب أن يكون الموقع فوق مستوى مياه النهر وفي نفس الوقت لا يكون بعيداً عن ضفته الغربية.
3- يجب أن يكون الموقع قريباً من النهر لأن الأحجار اللازمة لبناء الاهرام والمباني الملحقة به كانت تنقل من المحاجر بالسفن عن طريق نهر النيل.
4- يجب أن تخلو الأرض الصخرية التي سيقام عليها الاهرام من أي احتمال للتصدع أو عيب
5- يجب أن يكون الموقع قريباً من العاصمة والقصر الملكي.
و قد توافرت هذه الشروط في مواقع الاهرام سقارة - أهرام أبو صير التي تقع في مواجهة منف.
قد قدرت الأبعاد الأصلية لجوانب الاهرام كالآتى: الشمالي 755.43 قدماً.
الجنوبي:- 756008 قدماً.
الشرقي:- 755.88 قدماً.
الغربي:- 755.77 قدماً.
قدر ارتفاع الاهرام عند انتهاء بناءه 481.4 قدماً وبسبب عوامل التعرية ، نقص الارتفاع 31 قدما ويصل جوانبه بزاوية مقداراها 51052 تقريباً نحو الأرض.
وبني الاهرام على مساحة قدرها 13.1 فدان. استخدمت الكسوة الخارجية للهرم في العصور الماضية لبناء القناطر فوق الترع وتشييد المنازل والأسوار ومعظم المباني القريبة من القاهرة والجيزة. يقع مدخل الاهرام في الواجهة الشمالية على ارتفاع 55 قدماً فوق مستوى الأرض. وحدة القياس التي استعملت في بناء الهرم هي الذراع الملكية التي تساوي 20062 بوصة. فيعطينا هذا إشارة إلى العلم الذى وصلت إليه الفراعنة في ذلك الزمان حيث استطاع المهندس المصرى ان يتقن بناء الهرم على اسس وقواعد علمية معقدة استطاع العلم ان يكشف عنها.
ولكن تعدت النظريات والأفكار بفكرة بناء الهرم فيحدثنا أ.اسماعيل حامد في كتاب الاهرامات بين الإعجاز والألغاز عن فكرة الهرم وارتباطه بعقيدة الشمس فيقول ان المصرى القديم كثيراً ما كان يرفع بصره إلى السماء حيث تشرق الشمس في الأفق وتسقط أشعتها الذهبية على الأرض في مشهد بديع وكان كلما أطال النظر إلى أشعة الشمس لاحظ أنها تسقط في (أشكال هرمية) مثلث الأبعاد وتعد هذه الفكرة الرمزية أقدم تصور للشكل الهرمى في العقيدة المصرية القديمة فهنا بدأت العلاقة بين الشكل الهرمى والشمس فتمثل الشمس رمزاً للخلود والأبدية حيث تغرب ليلاً.
( وهو ما يعنى الموت ) وتشرق من جديد في الصباح
(وهو ما يعنى الحياة والبعث ) فكان المصرى يعتقد ان الشمس تستريح اسناء غروبها في جسد الربة نوت (ربة السماء) على ان تلدها نوت في الصباح من جديد. فقد طبق المصرى القديم فكرة سرمدية الشمس على الهرم الذى يرمز إلى الأبدية والخلود ومن هنا جاءت فكرة دفن المتوفى منذ الأسرة الثالثة عهد زوسر فكر المصر القديم في مقبرة ذات عمارة هرمية حتى تحفظ جسد التوفى من الهلاك والتحلل وبذلك تهبه الأبدية. كما يحدثنا عن فكرة الطائر (بن بن ) بين الشكل الهرمى وعبادة الشمس. فعلى جدران حجرة الدفن داخل هرم أوناس من الأسرة الخامسة (2560-2420ق.م) نقرأ في متون الأهرام التى تزين هذه الحجرة وصفاً للملك المتوفى وهو يستخدم أشعة الشمس كطريق صاعد يرتقى عليه تجاه السماء وتقول المتون:
(إن ذراعى أشعة قد رفعت مع الملك أوناس صاعدة به إلى السماء..). كما ورد ايضاً في متون الأهرام:(إن السماء قد قوت أشعة الشمس لتساعدك الملك ليتم الصعود..). فمن خلال هذا التصور العقائدى يمكننا أن نؤكد أن النظرية القائلة بأن التغير من بناء(الهرم المدرج ) إلى ( الهرم الكامل) كان مصحوباً بتغير في عقيدة بناء الأهرام ليست إلا نظرية منطقية وأن الهرم الحقيقى لم يكن إلا الـ(بن بن ) فيمكن اعتباره بديلاً عن أشعة الشمس التى تساعد المتوفى على الصعود إلى السماء.
وقال دكتور زاهى حواس: في جريدة الشرق الأوسط: 2يوليو 2009م العدد:11174تحدث عن الهرم وقال:
تحت عنوان معجزة الهرم الأكبر. بعد مرور أكثر من سبع سنوات على أعمال البحث عن أسرار هرم الملك «خوفو» ـ أعظم الأهرامات المصرية التي يبلغ عددها الآن 123 هرما خاصا بملوك وملكات مصر الفرعونية من الدولة القديمة حتى الدوله الوسطى نبدأ استئناف العمل والبحث من جديد في أسرار هرم الملك «خوفو»، وذلك من أجل معرفة المزيد عن بناء الهرم. وقد شرحنا في المقال السابق بعض ما جرى داخل الممرات الموجودة بالحجرة الثانية العلوية بالهرم التى يوجد بها التابوت الجرانيتي وتعرف هذه الممرات باسم فتحات التهوية وبعد أن انتهينا من العمل في هذه الحجرة، قمنا بالنزول في العام التالي للبحث في أسرار الحجرة الثانية، وهي التي أطلق عليها العرب عندما جاءوا إلى مصر تسمية (حجرة الملكة). والمعروف مما تركه المؤرخ المقريزي أن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد عندما جاء إلى مصر في القرن الرابع عشر الميلادي حاول ومعه جنوده دخول الهرم، ولم يستطيعوا العثور على المدخل الأصلي الشمالي للهرم؛ ولذلك قاموا بحفر مدخل جديد تصادف أنه يقع أسفل المدخل الأصلي مباشرة، الذي اكتُشف فيما بعد. وبعد جهد وعمل شاق استمر شهوراً عديدة، استطاع جنود المأمون دخول الهرم، وعرفنا من الروايات القديمة أنهم عثروا على مومياوات ملقاة داخل سراديب الهرم، ولا يزال مدخل المأمون هذا هو المستخدم من قبل زوار الهرم للدخول إلى هرم الملك «خوفو»، وإلى يومنا هذا.. وعندما دخلت الحجرة الثانية مع صانع الروبوت الألماني رودلف جانتنبرنك، شعرت أن هذه الحجرة تحمل العديد من الأسرار، فهي أولا حجرة لا يمكن أن تكون خصصت للدفن إطلاقا، نظرا لصغر حجمها، وكذلك لوجود نيشة أو قوة في جدارها الشرقي، يعتقد بعض علماء الآثار أنها كانت تحتوي على تمثال خاص بـ«الكا»، أي (بروح الملك). وقد دخلت هذه الكوة، ولم أستطع الوصول إلى آخرها، ولكن من وضعها وشكلها لا أعتقد أنها كانت تحوي تمثالا للملك، أو ما يعرف بتمثال «الكا»، أو «الروح»؛ بل أعتقد أن هذه الفتحة، أو هذه الحجرة هي التي تحمل أسرار هرم الملك «خوفو»، وأن هذا المكان هو مكمن الأسرار، وأن بناءها ربما جاء بغرض إخفاء المكان الحقيقي لدفن الملك «خوفو»، أو ربما كان سرا من أسرار عصره التي لا نعرفها.. وهنا أود أن أشير إلى عبقرية «خوفو»، فلم يكن بالملك العادي، فقد استطاع مع ابن عمه الأمير والمهندس العبقري «حم إيونو» أن يبني هرمه، بعد أن تعلم «حم إيونو» الهندسة المعمارية وأسرار البناء من أبيه المهندس «نفر ماعت» الذي بنى أهرمات الملك «سنفرو» أبي الملك «خوفو» في دهشور، ومنها الهرم الجنوبي المسمى بـ«الهرم الأحمر»، أو الهرم المنحني، وذلك نتيجة تغيير زاوية البناء في الثلث الأخير من الهرم، ولا يزال محتفظا بالكثير من أحجار الكساء الخارجي، وله معبد صغير في الشرق، وكذلك له معبد بالوادي. كان هذا الهرم يمثل آخر مراحل التجريب وبناء أهرمات حقيقية، بعدها تمكن المهندس المعماري من أدواته وعلومه، وأصبح في استطاعته بناء هرم صحيح الحجم وصحيح الزوايا، وهو ما تحقق في عصر الملك «سنفرو» بعد مرحلة الهرم المنحني الذي يعتبر أحد أسرار الحضارة المصرية، ولا يزال محتفظا بالكثير من أسراره التي، بلا شك، يعلمها جيداً الأمير «حم إيونو» الذي قرر أن يبني لملكه وابن عمه ـ خوفو ـ معجزة أكبر من معجزة أبيه.
فتعددت النظريات والأبحاث كلاً يحاول إثبات نظرية جديدة تحت عنوان ( الغرض من البناء) ولكن كيف تم البناء؟
استغرق بناء الهرم الأكبر ما يقرب من عشرين عاما و بناء الممرات و الاجزاء السفلية من الهرم عشر أعوام و ذلك طبقا لما ذكره هيرودوت المؤرخ اليونانى الذى زار مصر فى القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2000 سنه من بناء الهرم و سمع هذه الروايات و غيرها من بعض الكهنة والرواة.
فقطعت الحجارة التى استخدمت فى بناء الهرم الأكبر من المنطقه المحيطه بالهرم و حجارة الكساء الخارجى من منطقه جبل طره وحجارة الجرانيت المستخدمه فى الغرف الداخليه من محاجر أسوان و كانوا يأتوا بها عن طريق نهر النيل الذى كان يصل إلى منطقه الهرم فى ذلك الوقت كانت الحجارة تقطع و تفصل عن بعضها عن طريق عمل فتحات على مسافات متقاربة فى قطعه الحجارة المراد قطعها ثم يتم دق بعض الأوتاد الخشبية فيها و الطرق عليها مع وضع الماء عليها و كلما تشرب الخشب بالماء ازداد حجمه داخل قطعه الحجر و مع استمرار الطرق عليها تنفصل عن بعضها ثم يتم تهذيبها و صقلها باستخدام نوع حجر أقوى مثل الجرانيت أو الديوريت
استخدم المصريون القدماء طريق رملى لبناء الأهرام توضع قطع الحجارة على زحافات خشبية, أسفلها جذوع النخل المستدير كالعجلات و يتم سحب الزحافات بالحبال و الثيران مع رش الماء على الرمال لتسهل عمليه السحب، و كلما زاد الارتفاع زادوا فى الرمال حتى قمة الهرم ثم يتم كساء الهرم بالحجر الجيرى الأملس من أعلى إلى اسفل و أزالها لرمال تدريجيا و يعتقد أن هذا الطريق الرملى حول الهرم إما كان فى اتجاه واحد او فى شكل دائرى حول الهرم بالكامل.ويرى البعض ان فكره استخدام الرمال بعد بناء الهرم هو انجاز فى حد ذاته قد يفوق انجاز بناء الهرم نفسه حيث يحتاج المتر الواحد ارتفاع ما لا يقل عن عشره امتار طول و بذلك يبلغ طول الطريق الرملى فى الاتجاه الواحد ما يقرب من 1460 متر اى كيلوا متر ونصف تقريبا و هى بالطبع عمليه شاقه جداً، و بالفعل فالهياكل العظمية التى عثر عليها للعمال بجوار الأهرامات يظهر بها بعض تشوهات فى العمود الفقرى نتيجة الأحمال الثقيلة.الجدير بالذكر فى فكره الطريق الرملى انه عثر على بقايا لهذه الطريقه استخدمت لبناء أحد صروح معبد الأقصر الشاهقة. تغير التصميم الداخلى للهرم أكثر من مره بداء بوضع حجره الدفن أسفل الأرض مثل هرم سقارة المدرج ثم انتقلت إلى حجره ثانيه يطلق عليها حاليا اسم غرفه الملكه و أخيرا نقلت إلى الحجره الحالية و أقام المهندس فوقها خمس حجرات صغيره تنتهى العليا منهم بسقف مثلث الشكل و ذلك لتخفيف ثقل حجارة الهرم على حجره الدفن. أيضا نرى المدخل الرئيسى للهرم يأخذ شكل المثلث أيضا لتوزيع ثقل الحجارة وتخفيفها عن المدخل المغلق حاليا و المدخل الحالى إلى الهرم تم فتحه فى عهد الخليفة المأمون بالديناميت اعتقادا منهم بوجود كنوز داخل الهرم. فإن محمد على والى مصر 1805-1841 ميلادية فكر فى هدم الهرم الأكبر و استخدام حجارته فى بناء القناطر الخيريه و غيرها من المبانى إلا انهم وجدوا أن تكلفه جلب حجارة جديدة أرخص و أسهل من هدم الهرم و نقل حجارته مره أخرى، و قد استخدمت بالفعل بعض الحجارة من اهرامات مختلفة فى بناء بعض المساجد و المبانى فى مصر حيث نرى أحيانا بعض الكتابات الهيروغليفية فى المبانى الاسلامية فى شارع المعز و أسوار القاهره و غيرها
تذكر الروايات أن عدد العمال كان ما يقرب من مائه الف عامل و كان العمال ينقسموا إلى دائمين يعملون طوال العام فى البناء و عمال موسميين و هم المزارعين أصلا و كانوا يعملوا بالبناء فتره فيضان النيل حيث لا يوجد زراعه فى تلك الفترة. و قد عثر على مساكن و جبانات للعمال بجوار أهرامات الجيزة و كان غذائهم الرئيسى يعتمد على الخبز و مشروب الجعة (خبز مصنوع من الشعير يتم وضعه فى الماء أو اللبن حتى يتخمر و يحتوى هذا المشروب على نسبه طبيعية من المضادات الحيوية), بينما تذكر الاكتشافات الحديثه أن عدد العمال كان فى حدود 20 ألف عامل فقط و أن غذائهم كان من اللحوم و الأبقار التى يتم ذبحها يوميا.
قد تم بناء الهرم الأكبر بحيث تواجه واجهاته الاربع الجهات الأصليه وثبتت الحجارة الى بعضها البعض بواسطة تفريغ الهواء بينهما و ربما كان ذلك عن طريق عمل عده فتحات او ثقوب فى قطعه الحجر و عمل ثقوب مماثله لها فى واجهه القطعه الأخرى المراد جذبها إليها بحيث تكون هذه الثقوب متقابلة فى نفس المكان و يتم تفريغ الهواء بينهم مما يؤدى إلى تماسكهم بقوه ( فكره تفريغ الهواء فى اللاصق المطاطى الذى يلصق إلى الزجاج
و توجد حتى الآن بقايا المعبد الجنائزى الخاص بالملك خوفو فى الناحية الشرقية للهرم أما معبد الوادى فيوجد تحت منطقه نزله السمان القريبه من الهرم و المأهولة حالياً بالسكان بالطبع يحظى الهرم الأكبر دون غيره بكثير من الروايات و الشائعات منذ القدم و حتى الآن مثل انه يخفى أسرار الكون أو ارتباطه بالقارة المفقودة أطلا نطيس او حتى باعتباره قبله بعض الناس الذين يأتون للحج عند الهرم الأكبر و غيرهم ممن فقدوا عقولهم و قدرتهم على التمييز, إلا أنه يعد ايضا دليلا واضحا على براعة المصريين القدماء فى الهندسة و الحساب و الفلك ونظم الإدارة. فلابد وأن نشير اخيراً إلى ان المصريون هم بناة الهرم كما وجدنا من مقابر العمال والنقوش التى ترجمت بداخل هذه المقابر حيث وجدنا مقبرة المشرف على البناء. وحامل الحجر الأكبر. وكثير من تلك المقابر التى تؤكد على ان المصري هو بانى الهرم الحقيقى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق